قوله عز وجل: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} واضحات {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: النضر بن الحارث وذويه من قريش {لِلَّذِينَ آمَنُوا} يعني فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانت فيهم قشافة وفي عيشهم خشونة وفي ثيابهم رثاثة وكان المشركون يرجلون شعورهم ويدهنون رءوسهم ويلبسون حرير ثيابهم فقالوا للمؤمنين: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا} منزلا ومسكنا وهو موضع الإقامة.وقرأ ابن كثير: {مقاما} بضم الميم أي إقامة.{وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} أي مجلسا ومثله النادي فأجابهم الله تعالى فقال: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا} أي متاعا وأموالا. وقال مقاتل: لباسا وثيابا {وَرِئْيًا} قرأ أكثر القراء بالهمز أي: منظرا من الرؤية وقرأ ابن عامر وأبو جعفر ونافع غير ورش: {وريا} مشددا بغير همز وله تفسيران: أحدهما هو الأول بطرح الهمز والثاني: من الري الذي هو ضد العطش ومعناه: الارتواء من النعمة فإن المتنعم يظهر فيه ارتواء النعمة والفقير يظهر عليه ذيول الفقر.